١٩ نوفمبر ٢٠٠٦

كلمة السيد حسن نصر الله أمام أعضاء اللجان المعنية بالتحرك الشعبي في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2006

هناك فريقان في البلد هما فريق السلطة وقوى السلطة، وفي الجهة الثانية قوى المعارضة أو تيارات المعارضة أو فريق المعارضة، هذا (هو) الاصطفاف السياسي الجديد. وبالتأكيد هذا الإصطفاف هو اصطفاف سياسي وهو ليس اصطفافا طائفيا أو مذهبيا. في فريق السلطة يوجد مسلمون ومسيحيون وفي فريق المعارضة يوجد مسلمون ومسيحيون. في فريق السلطة يوجد مسلمون ومسيحيون من كل المذاهب، وفي فريق المعارضة يوجد مسلمون ومسيحيون من كل المذاهب. أنا أشير إلى هذه النقطة لأن هناك محاولات حثيثة جدا لتحويل الاصطفاف السياسي القائم والأزمة السياسية القائمة إلى مواجهة طائفية أو مواجهة مذهبية. العنوان الأول: في طبيعة الحال، فريق السلطة من أجل أن يحافظ على مواقعه وعلى تمسكه بالسلطة وعلى رفضه للمطلب المحق لقوى المعارضة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، لأن قوى المعارضة ماذا تقول؟ هي لا تقول: نريدكم أن تذهبوا إلى البيت، ولا تقول لا نريدكم شركاء ولا نريدكم في السلطة. وبالرغم من تقييم أداء فريق السلطة أثناء الحرب وقبل الحرب وبعد الحرب، نحن نتجاوز هذا التقييم، وكان خطاب قوى المعارضة: نحن نريد حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع. هم يرفضون تشكيلة حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع، لأنهم يريدون أن يبقوا ممسكين بالسلطة لأسباب أتحدث عنها لاحقا. ما هي الحجج؟ في طبيعة الصراع السياسي، يريد الطرف الآخر أن يهاجم قوى المعارضة ويوجه لها اتهامات. أحيانا، يوجه الاتهامات بالجملة لمجمل قوى المعارضة. أحيانا يتم التركيز على قوى معينة في قوى المعارضة لأنه لا يستطيع أن يوجه لها اتهامات شاملة. أنا سأحاول أن أركز بشكل أساسي على الاتهامات العامة التي نكون نحن جزء منها قبل الاتهامات الخاصة الموجهة إلينا بشكل مباشر. كل ما يوجه من اتهامات من قبل فريق السلطة هو جزء من حرب سياسية إعلامية واتهامات لا تستند إلى أي منطق ولا إلى أي دليل سوى للتهرب من الحقائق. وسأقول لماذا يركزون على هذه الاتهامات بالتحديد وخصوصا في ما يعني حزب الله ولاحقا المعارضة في شكل عام.

هناك قاسم مشترك بين الاتهامات التي توجه إلينا يتم توظيفه في مكان محدد. أول عنوان: الموقف من اتفاق الطائف، أن حزب الله أو قوى المعارضة هي تنفذ انقلابا على اتفاق الطائف، هذا كلام أولا ليس له دليل، وثانيا غير صحيح، وثالثا نحن ننكره، ورابعا نجدد القول نحن مع اتفاق الطائف وتنفيذ كامل بنوده. أنا أقول لك أنا أريد تنفيذ اتفاق الطائف وأنا أؤيد اتفاق الطائف وأنا أفضل منك.

التهمة الثانية، أن حزب الله، وهذا سخروا له مجموعة من الأقلام التي تكتب ب"المصاري"، حزب الله يريد اليوم إقامة دولته في لبنان، وبالتالي أن هذه المعركة القائمة حاليا هي معركة أن حزب الله يريد أن يقيم دولته ويفرض دولته على اللبنانيين. هذا كلام مضحك وسخيف. أولا، وبالاختصار نفسه الذي تحدثنا به، في لبنان لا يستطيع أي حزب أو فئة أو طائفة أو مجموعة مهما بلغت من المكانة أو القوة أو الإمكانات أن تقيم دولتها في لبنان بمنطق الواقع والتركيبة اللبنانية وحقائق التاريخ. ثانيا، نحن لا نريد ذلك. ثالثا كل سلوكنا السياسي منذ تأسيس حزب الله 1982 إلى اليوم يقول أننا نسير في الاتجاه الآخر، يعني دائما كان يقال لنا: أنتم منشغلون في المقاومة، تعالوا واهتموا بالمسائل السياسية الداخلية. لماذا تتجنبون الحياة السياسية الداخلية؟ وجودكم في الحياة السياسية الداخلية يعطيها غنى، يعطيها قرارا، ويزيدها تنوعا. نحن دائما، كنا ندير ظهرنا للحكومة والدولة والحياة السياسية الداخلية وقضيتنا الأساسية منذ عام 1982 كانت المقاومة، متى كان سلوكنا سلوك من يريد أن يقيم دولته في لبنان أو يفرض دولته على لبنان. لا أريد أن أتحدث عن سلوك الآخرين كيف كان في لبنان. من كان لديه كانتونات، وإدارات مدنية والذي لديه حكومات ذاتية، ومن لديه دكاكين وغير ذلك. أبدا، لم يكن سلوكنا هكذا على الإطلاق.

العنوان الثالث، أن حزب الله - هذا العنوان يختلف عن الثاني - يريد وضع يده على الحكومة، يريد أن يسيطر على قرار الحكومة، يريد أن يكون له حق الفيتو في الحكومة. هذا كلام أيضا غير صحيح. لنعد إلى الوراء قليلا، منذ العام 1982 لم نكن نفكر أن ندخل إلى الحكومة أصلا، حتى نفكر في يوم من الأيام أن نسيطر على الحكومة اللبنانية. إلى ما قبل العام 2000، لم يكن هذا الموضوع مطروح عندنا أصلا على النقاش. بعد عام 2000 أصبح مطروحا للنقاش، مع ذلك لم نطالب بحصة وزارية، لم نطلب الدخول إلى الحكومة، بل أكثر من ذلك، في الحكومة الأخيرة التي شكلها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبعدها الحكومة التي كاد أن يشكلها، وكذلك الحكومة التي كان سيشكلها الرئيس عمر كرامي بعد الاستقالة، كلاهما طلبا منا المشاركة في الحكومة. وهناك أحياء يشهدون على هذا، وكان جوابنا للرئيس الحريري ولاحقا للرئيس كرامي: لا نريد الدخول إلى الحكومة. هذا الكلام عام 2004، 2005 ،2003. نعم أول حكومة شاركنا فيها كانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لأنها كانت حكومة انتقالية وفي مرحلة حساسة في البلد، ودخلنا إلى حكومة الرئيس السنيورة لأن البلد دخل في مرحلة مصيرية جديدة لا يمكن أن نقف فيها على الحياد. هناك تحولات كبرى حصلت في لبنان، تحولات كبرى حصلت في المنطقة، فرضت علينا وألزمتنا أن ندخل إلى الحكومة، وإلا نحن لم نكن نطلب الدخول إلى الحكومة، ولم نكن نهوى الدخول، ولسنا طلاب سلطة ولا نبحث عن منصب. الظروف التي استجدت والتحولات الكبرى التي حصلت في لبنان هي التي فرضت على حزب الله أن يشارك في حكومة الرئيس السنيورة.

حتى في حكومة الرئيس ميقاتي نحن شاركنا بشكل غير مباشر من خلال شخصية مقربة. وكنا نستطيع أن نشارك في شخصية حزبية. هذا سلوكنا في موضوع الحكومة. لاحقا، من خلال تجربتنا داخل هذه الحكومة، عندما دخلنا إليها دخلنا على أساس اتفاق سياسي، ولم نتحدث لا على ثلث مشارك ولا عن ثلث ضامن ولا عن ثلث معطل، كانت هناك عناوين سياسية محددة تم الاتفاق عليها، لكن للأسف الفريق الحاكم الحالي نقض ما اتفق عليه، وهذا الأمر يحصل في الحياة السياسية. أنت تضمن نفسك لكنك لا تستطيع أن تضمن الآخرين. ووجدنا أنفسنا عمليا في داخل حكومة لا نستطيع أن نكون فعالين فيها ولا مؤثرين بما يخدم المصلحة الوطنية الكبرى. ونحن خلال وجودنا في هذه الحكومة، وهذا رئيس الحكومة موجود وهو يقول أنه منصف، هم يعرفون أن وجودنا في الحكومة كان بشكل أساسي طابع سياسي. لم نسع لتحقيق مكاسب حزبية ولا مكاسب فئوية ولا شخصية ولا مناطقية من خلال وجودنا في الحكومة، وإنما كان غرضنا الأساسي من خلال تواجدنا هو الموضوع السياسي المركزي الرئيس الاستراتيجي الذي سوف أتحدث عنه بعد قليل. حتى في طاولة التشاور نحن لم نطلب أننا نريد أن نزيد حصة حزب الله على الإطلاق، ولم نطلب أن نزيد حصة حزب الله وحركة أمل على الإطلاق، كل ما طالبنا به أن هناك قوى سياسية أخرى أساسية في البلد نتفق معها على أشياء ونختلف معها على أشياء أخرى، لكن نحن نرى أن وجودها في داخل حكومة وحدة وطنية يشكل ضمانة وطنية. أنا أريد أن أكشف أمامكم أكثر من ذلك: أنا قلت للأخ العزيز الحاج محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الذي كان يمثل حزب الله أفضل وأصدق تمثيل في طاولة التشاور وللأخوة معه: إذا قبلوا بالمبدأ، يعني إذا قبل فريق السلطة بمبدأ حكومة الوحدة الوطنية، واتينا لنركب وأصبح هناك مشكلة في العدد قولوا لهم على الطاولة نحن جاهزون أن نسحب وزراء حزب الله من الحكومة لمصلحة مشاركة قوى سياسية أساسية أخرى في البلد، ونحن حاضرون أن نعطي الثقة للحكومة وندعمها ونحن خارجها. من يفكر بهذه العقلية هو لا يبحث لا عن حصة ولا عن منصب ولا عن سلطة ولا عن فيتو. هناك أمور أساسية نحن بحاجة أن نضمنها في لبنان. وجود قوى سياسية أساسية متنوعة في الحكومة يشكل ضمانة وأنا حاضر أن أخرج وليشارك الآخرون مكاني إذا كان هناك ضيق في المكان، وأنا يهمني النتيجة ولا يهمني أن أكون موجودا كحزب في ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية. إذا هذا أيضا اتهام لمجرد الاتهام، ليس له أي أساس من الصحة.

الإتهام الرابع، هو الأسخف مما ورد، أن الهدف من المواجهة السياسية الحالية هو خدمة الملف النووي الإيراني، هذا أسخف اتهام. كأنه إذا تغير رئيس الحكومة يمشي الملف النووي الإيراني. وإذا بقي رئيس الحكومة ذاته يعلق الملف النووي الإيراني. ما هذا الكلام؟ الملف النووي الإيراني تعالجه قوى كبرى في العالم، وفيه تداخلات دولية وإقليمية معقدة جدا. لبنان وحكومة لبنان وليس حكومة الوحدة الوطنية وليس حكومة هذا الفريق الحاكم، لبنان كله في قلب هذه المعمعة الدولية الكبرى ليس له مكانة، نأتي الآن ونربط التحرك السياسي في لبنان الذي يطالب بحكومة وحدة وطنية أن له علاقة بالملف النووي الإيراني.

الاتهام الخامس الذي هو سخيف ومضحك، إن التحرك السياسي الحالي في لبنان يتهدف إلى إكمال حلقات الهلال الشيعي. باعتبار أن بعض جماعة الأميركيين في المنطقة تحدث عن هلال شيعي يتشكل من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان، وبعد ذلك نفوا أنهم قالوا ذلك. في كل الأحوال، هذا الكلام كله سخيف. تصوروا مثلا، نحن نطالب بدخول التيار الوطني الحر إلى الحكومة، ما علاقة هذا المطلب بالهلال الشيعي؟ كذلك نحن نطالب بدخول اللقاء الوطني اللبناني المتنوع، والذي صدفة لا يوجد فيه أي شيعي، ما هي علاقة ذلك بالهلال الشيعي أيضا؟ إذا طالبنا أن تدخل الأحزاب الوطنية اللبنانية التي بعضها علماني وبعضها قومي وبعضها شيوعي وبعضها اشتراكي وبعضها يساري وبعضها ناصري وبعضها إسلامي، أن تدخل إلى حكومة وحدة وطنية، ما علاقته بالهلال الشيعي؟ إذا انا أطلب أن هناك قوى إسلامية سنية وازنة موجودة في الساحة يجب أن تتمثل، وهناك رؤساء حكومات سابقين محترمين ولهم تمثيل كبير في البلد يجب أن يتمثلوا، ما علاقة هذا بالهلال الشيعي؟ لكن الكلام عن الهلال الشيعي هو كلام مقصود سنعود له بعد قليل.

العنوان الأخير الذي سأتعرض له في سياق التهم، والذي يظهر كأننا مصلوبون على الحائط نقوم بالدفاع عن أنفسنا، في الوقت الذي يحق لنا نحن أن نصلبهم على الحائط ونجعلهم يدافعون عن أنفسهم. موضوع أن هدف هذا التحرك هو تعطيل المحكمة الدولية. عندما حصلت الحرب وبعد الحرب حصل احتفال الانتصار والجدل السياسي في البلد لم تكن المحكمة الدولية مطروحة أصلا، كانت الناس تنتظر المسودة والمشاورات القائمة بين الدولة اللبنانية وبين مجلس الأمن الدولي. عندما تحدثنا قبل شهر رمضان في 22 أيلول أن شهر رمضان للتأمل وطالبنا في خطاب 22 أيلول بحكومة وحدة وطنية لم يكن أحد يتحدث عن المحكمة الدولية. وقلنا شهر رمضان فرصة للتأمل، وبعد شهر رمضان دولة الرئيس نبيه بري دعا لطاولة التشاور كمحاولة للم الوضع في البلد. هم استعجلوا مع مجلس الأمن ومع أصدقائهم الدوليين، استعجلوا مسودة المحكمة الدولية وأتوا بها إلى طاولة التشاور حتى يفجروا طاولة التشاور ويهربوا من الاستحقاق المنطقي والطبيعي بعد حرب كالتي حصلت في لبنان. وهو استحقاق تشكيل حكومة وحدة وطنية. الطاولة آتية لتناقش حكومة وحدة وطنية وقانون انتخاب. حتى هم فريق السلطة عندما أراد أن يضيف شيئا إلى الجدول لم يطلب بإضافة المحكمة الدولية وإنما طلب رئاسة الجمهورية. لأن موضوع المحكمة الدولية انتهى على طاولة الحوار وأخذنا قرار بالإجماع بالمبدأ، وأن على الحكومة اللبنانية أن تتابع هذا ألأمر مع الجهات الدولية المعنية. الموضوع منته وليس نقطة تحاور أو تشاور ولا نقطة نقاش، هم استعجلوا وأتوا به إلى الطاولة. ماذا حدث على الطاولة بالضبط؟ يوم الخميس، يوم الجمعة، يوم السبت الذي انتهى فيه التشاور ودخلنا في مرحلة جديدة. هنا يوجد تفصيل يجب أن يعرف الناس به: الذي حصل بدقة هو أنه نهار الخميس دخل أحد أقطاب فريق السلطة وطلب من دولة الرئيس نبيه بري ومن الأخ أبو حسن رعد وقال لهم يا إخوان أعطونا المحكمة الدولية وخذوا أكثر من الثلث المعطل؟ قيل له في تلك الجلسة وبعدها في الليلة ذاتها: يا أخي إذا كنت تتحدث عن المبدأ، المبدأ نحن أجمعنا عليه في طاولة الحوار. وعندما تأتي المسودة على مجلس الوزراء نحن وزراء أمل وحزب الله يعدون بأنهم سيناقشون هذا الأمر بكل إيجابية وجدية وعلمية وموضوعية وتسهيل، وإذا أنت غير مكتف بهذا الكلام من ممثلي حزب الله نحن حاضرون أن نؤمن لقاء وتسمع هذا الكلام مباشرة من السيد حسن، وهذا ليس له علاقة بالمقايضة. نحن نطالب بحكومة وحدة وطنية لأنه مطلب لبناني محق ومطلب دستوري وسياسي وأخلاقي وديموقراطي، وهذا مخرج لإنقاذ البلد. هذا موضوع آخر، لكن نحن جاهزون للذهاب به إلى الآخر. ثاني يوم الجمعة، قالوا أن هناك مسودة ستأتي، على الرغم أن الكلام السابق كان يتحدث عن أن مسودة المحكمة ستأتي بعد شهر أو شهرين، استعجلوا وجاؤوا بالمسودة. أعطونا المسودة يوم الجمعة، بمعزل أن تكون هذه المسودة نوقشت بشكل قانوني ودستوري، أعطيتنا إياها يوم الجمعة، وحتى نترجمها ونعطيها لقانونين ونتناقش نحن وأمل بالحد الأدنى لنعطي رأينا، إذا أردت أن نعطي رأينا بهذه المسودة فكيف تضعها على جدول أعمال مجلس الوزراء يوم الاثنين وتفاجئنا يوم السبت أنك وضعتها على الجدول في جلسة استثنائية يوم الاثنين؟ يعني هذا أنك لا تريد مني أن أناقش بشكل موضوعي وعلمي وأبحث عن ضمانات العدالة في مسودة المحكمة الدولية، أنت تريد أن تجيء بي يوم الاثنين أو يوم الخميس أو الوقت الذي تريد وتقول لي: "هذه المسودة يا بتوافق عليها يا لا توافق". وإذا ناقشتك أكون أعطل المحكمة الدولية؟ نحن قبلنا أن نستلم المسودة وأخذناها يوم الجمعة، فأعطونا بضعة أيام؟ هذا الموقف مشابه لما حصل في الاثنين والخميس أيام الاعتكاف. مع ذلك نحن لم نستقل من الحكومة بسبب هذه الحادثة. الذي حصل بدقة، نحن نتناقش كيف نريد أن نكون إيجابيين ومتعاونين في موضوع المحكمة الدولية وهذا القطب يقول لنا أنا حاضر أن أمشي في حكومة الوحدة الوطنية يوم السبت وطبعا قبل يوم السبت، كان هناك اتجاه آخر في فريق السلطة. هناك أقطاب في فريق السلطة كان لديهم استعداد أن يقايضوا حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الجمهورية، وهناك أقطاب آخرون في فريق السلطة يريدون أن يقايضوا حكومة الوحدة الوطنية بالمحكمة الدولية. لكن الجمعة في الليل، جاءت "التعليمة": "لا تقايضوهم على شيء". نحن لا نريد أن نقايض، من قال لك نحن نريد أن نقايض؟ من قال أننا نحن موافقون على أن نقايض حكومة الوحدة الوطنية بانتخابات رئاسية مبكرة؟ هذا لم نقبل به على طاولة الحوار. من قال لك أننا موافقون أن نقايض حكومة الوحدة الوطنية بالمحكمة الدولية؟ حكومة الوحدة الوطنية مطلب محق والمحكمة الدولية مطلب مستقل آخر، نحن قبلنا به وجاهزون للتعاون. جاءت "التعليمة"، سأتحدث اليوم على المكشوف لأني أريد أن يعرف اللبنانيون كلهم هذه الوقائع، جاءت "التعليمة" من السفارة الأميركية في بيروت، هذا ليس افتراء، ولدينا معلومات ومن أكثر من مصدر. قيل لهم "السياسة الأميركية لم تتغير ومهما حصل في الانتخابات لا تصغوا إلى ما يقال عن اتصالات على مستوى المنطقة، نحن معكم ونطلب منكم أن لا تتنازلوا على الإطلاق". جاؤوا يوم السبت، وقال أحدهم "لقد قرأنا في الصحف عن المقايضة غير الأخلاقية"، صحيح، غير أخلاقية لكن لسنا نحن من طرحها، أصحابك هم من تحدثوا بها. وللأسف الشديد الذين طرحوا المقايضة غير الأخلاقية تنكروا لها واستنكروها لاحقا. هنا، تكتشفون المستوى السياسي الموجود في البلد والذي نتعاطى معه. نحن أمام فريق سياسي في السلطة، يمكن أن تجلس معه عشر ساعات وعشرين ساعة وتشكل طاولة حوار وطاولة تشاور، لكن المشكلة أنك تحاور، بكل صراحة، وتشاور وتناقش وتتفق مع من لا يملك قراره بيده. هذه المعضلة السياسية الجديدة اليوم، والمؤسف أن هذا هو الواقع في ظل دولة السيادة والحرية. عندما يوم السبت، يقال نحن الأكثرية ونحن معنيون بالقرارات السياسية الكبرى، لا نريد تشكيل حكومة وحدة وطنية فيها ثلث ضامن أو معطل أو مشارك. واحد يقول لك أنا لا أريدك شريكا. أنا لا ادخل إلى الحكومة حتى أكون شريككا لا في الوظائف ولا في المدراء ولا في المشاريع وأنت تعرف أني لم أدخل مشاركا في هذه المسائل، نحن داخلون إلى الحكومة لنكون شركاء في القرار السياسي الكبير.

نحن نطالب بقوى سياسية أخرى أن تكون مشاركة في القضايا السياسية الكبرى التي لها علاقة بالسياسة الاقتصادية، لها علاقة بالأمن، لها علاقة ببناء المؤسسات وقانون الانتخاب، لها علاقة بحفظ العملية الديموقراطية وعدم تحويلها إلى ديكاتورية مقنعة، لها علاقة بحماية البلد، لها علاقة بإعمار البلد، لها علاقة بحرية البلد... لكن الجماعة غير جاهزين. لذلك، كان خيارنا الطبيعي هو الاستقالة. هذا هو سبب الاستقالة، الموضوع ليس له علاقة بالمحكمة الدولية. لو كان له علاقة بالمحكمة الدولية، أنا أقول لهم من الآن، شكلوا حكومة وحدة وطنية وجربونا، وأتوا بمسودة المحكمة الدولية على حكومة الوحدة الوطنية وجربونا، إذا عطلنا أو عرقلنا افضحونا أمام الناس، ولو فعلنا ذلك فأنتم الأكثرية في مجلس النواب تستطيعون أن تسقطوا هذا الحكومة ساعة تشاؤون.

هذه هي مجموعة الاتهامات التي يتم التركيز عليها بشكل كبير، وهي اتهامات كلها واهية وظالمة وكاذبة وغير صحيحة، لكن ما هو الهدف من هذه الاتهامات، وما هو القاسم المشترك فيها؟ هنا سوف أتحدث قليلا بشفافية لأننا في مرحلة مصيرية في البلد لا تحتمل المجاملات.

فريق السلطة اليوم، هو في حالة ضعف ووهن، وأنا هنا لا أكابر، وطبعا هم بصراحة يشعرون بهزيمة نكراء بسبب ما حصل في الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على لبنان، والتي كانوا يراهنون من خلالها انها سوف تقضي على المقاومة، وتغير المعادلات بالحد الأدنى الداخلية والمحلية لمصلحتهم فيقومون هم لاحقا بالانقضاض على بقية قوى المعارضة وإحكام السيطرة على لبنان. هذا المشروع فشل وسقط، وكل الذين تحدثوا بعد انتهاء الحرب عن الهزيمة إنما كانوا يتحدثون عن هزيمتهم هم. الذين تحدثوا عن الكارثة يتحدثون عن الكارثة السياسية التي حلت بهم هم ، وإلا هم لا يتألمون لا على بيوتنا التي دمرت ولا لنسائنا وأطفالنا التي قتلت وذبحت في لبنان. لأنهم هم كانوا يرفضون وقف إطلاق النار إلا في إطار حل شامل، وهذا موجود في التلفزيونات والإذاعات والصحف. أقطاب فريق السلطة، كانوا يقفون ويقولوا: نحن نريد وقف إطلاق نار في إطار حل شامل. يعني أنهم يريدون لبنان والمقاومة تبقى تفاوض تحت الضرب والقصف والقتل. الذي يحب شعبه، الذي يهتم للدماء وللأطفال وللبنية التحتية وللبيوت وللمدن وللقرى يبذل كل جهده من أجل وقف العدوان بمعزل عن أي قيد أو أي شرط. هم كانوا يضعون الشروط علينا. مع ذلك، نحن لسنا آتين لنتحاسب وإنما نقول عفا الله عما مضى . إذا عندما يتحدثون عن هزيمة، هم المهزومون. وعندما يتحدثون عن كارثة، يتحدثون عن الكارثة السياسية التي حلت بهم. عندما ندخل إلى هذا الفريق، فريق السلطة وحساباته ووهمه، أحجامهم معروفة، هذا الحزب ما هو حجمه وعندما يحشد معروف كما يحشد ناس، وهذه المجموعة كما حجمها، وهذه كم هو حجمها الانتخابي وهذه كم حجمها السياسي. لذلك فريق السلطة يرى نفسه في موقع إذا أراد أن يدافع عن نفسه، ليس أمامه سوى خيار وحيد وهو أن يتترس اليوم في لبنان بالطائفة السنية الكريمة. وبعض هؤلاء اعتادوا في حروبهم العسكرية وفي حروبهم السياسية أن يقاتلوا بأبناء الطوائف الأخرى. اليوم الأمل الوحيد، وأنا من خلال هذا الكلام أريد أن أخاطب اللبنانيين، كما أريد أن أخاطب، لأن تركيبتنا في لبنان للأسف هكذا، أريد أن أخاطب إخواننا وأحبائنا وأعزائنا أبناء الطائفة السنية. اليوم، قوى السلطة خيارها الأخير وسلاحها الأخير هي أن تترس وتتمترس وتقاتل بهذه الطائفة. لذلك، كل الخطاب الماشي الآن في البلد، هو خطاب مذهبي وليس خطابا طائفيا.

هل هناك أحد يتحدث عن مسلم - مسيحي ؟ لا. مع العلم أنه في المعارضة يوجد مسيحيون ومسلمون وفي السلطة يوجد مسلمون ومسيحيون. كل الخطاب في البلد يحاولون أخذه في اتجاه شيعي - سني والذي يتحدث فيه ليس من الشيعة ولا من السنة، ولكن يأخذون البلد في هذا الاتجاه. يأتي الخطاب السياسي اليوم، وتوظف له أقلام وتوظف له عمائم أيضا تتحدث لغة مذهبية واضحة وصريحة جدا، عندما تهاجم طائفة أخرى؟ هذا لمصلحة البلد؟ هذا منطق وطني أو منطق مذهبي؟ عندما يأتون اليوم في الخطاب السياسي ويقولون أن اتفاق الطائف أعطى مكسبا سياسيا مهما للسنة في لبنان، فيصور التحرك السياسي اليوم هدفه الانقلاب على الطائف من أجل نزع المكسب السياسي الذي حصل عليه السنة في لبنان من اتفاق الطائف. هذا كذب. نحن مع اتفاق الطائف، نحن مع الصلاحيات التي أعطاها اتفاق الطائف للحكومة اللبنانية التي يرأسها بحسب العرف الطائف اللبناني مسلم سني، وتريدون أن نحلف لكم يمينا جاهزون لذلك. "خلصونا من هذا الكذب والافتراء". كل شيء يثير السنة في لبنان يحدثونهم عنه... اليوم كل قوى المعارضة تصبح شيعية والهدف من التحرك هو ضرب أهل السنة في لبنان من خلال اتفاق الطائف، من خلال إقامة حزب الله لدولته، من خلال المحكمة الدولية، من خلال الملف النووي الإيراني، من خلال كل هذه الأكاذيب التي يحاولون نشرها. هذا غير صحيح على الإطلاق. هذا الجوهر، يعني لماذا هم يسوقون هذه الاتهامات، حتى أن بعض هؤلاء الزعماء السياسيين الذين لا ينتمون إلى الشيعة أو السنة ذهبوا إلى بعض الدول الخليجية العربية وقالوا للملوك والأمراء هناك، عليكم أن تتداركوا ما يحصل في لبنان- اسمعوا ملا سخافة جديدة - أن حزب الله يعمل في لبنان على تحويل السنة إلى شيعة. وطبعا، لأن الكذاب عادة لا يكون موفقا في كذبته، المثل الأول الذي قدم لهم، قال لهم: "والدليل ما يحصل في عكار". في كل الأحوال، أنا أحببت أن أتحدث بهذه الشفافية لأننا في مرحلة حساسة ولا نستطيع أن نخفي الأمور. هناك محاولة لتقديم الصراع السياسي أو المواجهة السياسية أو الأزمة السياسية القائمة في لبنان وكأنها بين الشيعة والسنة، وهذا غير صحيح على الإطلاق.

وأيضا من الخطأ تقديم الشيعة كأنهم جميعا في موقع واحد، أو السنة كأنهم في موقع واحد على المستوى السياسي. هناك قوة سنية وطنية، هناك قوى سنية إسلامية، هناك شخصيات سنية وطنية، هناك شخصيات سنية إسلامية، شرائح سنية واسعة جدا خيارها ليس خيار فريق 14 شباط ولا فريق السلطة الحالية، وأن كان هؤلاء الآن يتعرضون للتنكيل بسبب خيارهم السياسي. ويمكن أن تصدر شائعة غدا أن فلانا عالم الدين أو فلان القائد السياسي أو فلان رئيس الحكومة السابق يقال له أنت لم تعد سنيا أنت أصبحت شيعيا نتيجة خيارك السياسي. هذا ظلم كبير. لكن للأسف الشديد، أن من لا يتورع، من لم يتورع في السابق عن ارتكاب الجرائم وارتكاب المجازر وأخذ لبنان إلى الحرب الأهلية لم يكن لديه مشكلة في إثارة نعرات وحساسيات وأكاذيب وأضاليل من هذا النوع. نحن في لبنان، حزب الله خياره خيار وطني، خيار سياسي، خيار قومي واضح وليس خيارا طائفيا. اليوم نحن في لبنان في صلب المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة في المنطقة في مواجهة المشروع الأميركي - الصهيوني. هذا ليس نقاشا شيعيا - سنيا، هذا موضوع وطني قومي إسلامي، موضوع يعني كل عربي وكل لبناني وكل مسلم. في الحقيقة التركيز على هذه الاتهامات هذا سببه، هدفهم أن يأخذوا الأمور في هذا الاتجاه. العنوان الثاني، ما هو تشخيصنا للمشكلة الحالية وما هو الهدف الذي نريد أن نصل إليه؟ نحن بكل بساطة نعتقد أن الحكومة الحالية حتى عندما كنا فيها وبشكل أكيد بعد أن خرجنا منها، هذه الحكومة لا يمكن ائتمانها على القرار السياسي الأساسي في لبنان. هذا ليس من باب التخوين، لأن هذه الحكومة مشكلتها الرئيسية أنها تلتزم بقرارات وإملاءات الإدارة الأميركية التي ترسل لنا كوندوليزا رايس يوما ويوما ترسل لنا والش وفي أغلب الأحيان تكتفي بالسفير فيلتمان. هذا بالنسبة لنا يقينا. اليوم لا يوجد في لبنان حكومة وطنية وإن ادعت الوطنية ولا حكومة سيادة وإن ادعت السيادة ولا حكومة استقلال وأن ادعت الاستقلال. وأنا في وقت ثان أستطيع أن أقدم مجموعة شواهد عن أمور كنا نتناقش فيها ونتفق عليها ثم يخرجون من الاتفاق بدعوة وحجة أن الأميركيين لم يوافقوا. هذه الحكومة لا تستطيع أن تأتمنها على البلد على القرار السياسي لا أثناء حرب ولا بعد حرب ولا بإعمار ولا بسياسة اقتصادية. في الموضوع الاقتصادي خلال 15 سنة، فريقنا الذي كان يدير الوضع الاقتصادي، حزب الله الذي كان يدير الوضع الاقتصادي؟ في الزمن السابق كانت الملفات موزعة، الذين كانوا يديرون البلد كانوا موزعين ملفات: المقاومة يقومون بها جماعة المقاومة، الملفات الأمنية عند الأجهزة الأمنية، الملفات الإقتصادية يوجد فريق هو المعني بالملف الاقتصادي. في الحد الأدنى، الملف الاقتصادي إما كان في يدكم بشكل كامل أو بشكل أساسي، نحن كنا خارج هذا الموضوع. نحن الآن أمام حكومة من هذا النوع، لا نعرف إلى أين تأخذ البلد تجتمع وتأخذ قرارا سواء كنا موجودين أم لم نكن. نعم في فترة الحرب، اجتمعت الحكومة وحاولت أكثر من مرة أن تأخذ قرارا في تحويل منطقة جنوب الليطاني إلى منطقة منزوعة السلاح، لكن هم يعرفون أن هذا الموضوع لا يحل بأكثرية الثلثين، هذا ليس موضوع تصويت في الحكومة.

بأكثر من جهد ومحاولة في الحكومة، حاولوا أن يجعلوا مهمة الجيش اللبناني الصاعد إلى جنوب الليطاني هي مهمة نزع سلاح المقاومة، وهم يعرفون أن هذا القرار حتى لو صوتوا عليه لا يستطيعون تنفيذه. لكن هؤلاء ليس لديهم أي مانع أن يجتمعوا وأن يصوتوا بأكثرية الثلثين. هناك قرارات نحن منعناها ليس بسبب وجودنا القانوني الدستوري في الحكومة وإنما بسبب تهيبهم هم من تبعات اتخاذ أو تنفيذ قرارات من هذا النوع. لذلك بكل بساطة اليوم نحن نقول يا إخوان تعالوا لنحل المشكلة في البلد. نعود لنتحدث بهدوء من أول وجديد، لسنا آتين للمحاسبة، نحن لا نريد أن نحاسب، تريدون محاسبتنا تعالوا وحاسبونا، نحن لا نريد أن نحاسب. كل شيء حصل قبل الحرب وبعد الحرب ضعوه جانبا، نتحدث بنفس هادئ وعندما ذهبنا إلى التشاور قلنا الشيء نفسه: أمامنا خيارين للخروج من المأزق السياسي الموجود في البلد، تفضلوا إما نؤلف حكومة وحدة وطنية تشارك فيها القوى السياسية الأساسية في البلد مشاركة حقيقية وليست شكلية، هذا خيار لا زال متاحا، والخيار الثاني، انتخابات نيابية مبكرة. الستم تقولون أنكم أكثرية شعبية؟ فلنلجأ للشعب. لا أحد يتكلم عن سلاح، ولا أحد يتحدث عن شغب، ولا أحد يتحدث عن انقلاب، ولا أحد يتحدث بثورة شعبية ولا أحد يتحدث عن تمرد... وكل شيء نقوله لكم بشكل هادئ جدا، اليوم ما هو المشكل في البلد؟ أنتم حكومة ونحن معارضة، هذا الوضع سوف يستمر إذا أنتم مصرون أن تكملوا بهذه الطريقة، هناك خياران سياسيان إما أن نشكل حكومة وحدة وطنية جامعة وإما أن نلجأ إلى الشعب اللبناني في إطار انتخابات نيابية مبكرة لمعالجة الأزمة القائمة. هذا كلام سياسي سلمي ديموقراطي دستوري، وهذا هو هدفنا. هدفنا إما أن تقوم حكومة وحدة وطنية حقيقية في لبنان، وهذه الحكومة هي التي تضمن الوطن، هي التي تضمن أن تتخذ قرارات صحيحة في كل الملفات والمسائل الحساسة والمصيرية، أو أن تقوم انتخابات مبكرة في لبنان، يعني التحرك السياسي الشعبي هذا هو هدفه، لا هدفه تغيير الطائف، ولا هدفه تغيير النظام، ولا هدفه احداث انقلاب سياسي جذري في البلد، على الإطلاق. هدف التحرك السياسي الشعبي هو هدف تحت سقف الدستور، تحت سقف النظام، تحت سقف القانون، وهو هدف متواضع جدا: إما إقامة حكومة وحدة وطنية جدية وإما إجراء انتخابات نيابية مبكرة. هذا الهدف واضح. يبقى هناك إشكال وهي تهمة أنا تركتها للآخر لأناقشها في إطار الهدف، وهي أنتم عندما تقولون أنكم تريدون حكومة وحدة وطنية ومشاركة جدية أنتم تريدون إرجاع الوصاية السورية على لبنان، وهذه أكبر تهمة هم يركزون عليها، وزادوا عليها الوصاية الإيرانية، رغم أن الإيرانيين لا يتدخلون ولا يناقشون، والإيراني يتطلع إلى الموضوع من خلال المنطقة والشرق الأوسط الكبير والصراع الكبير الموجود في المنطقة، ويمكن الآن هناك محاولة لإدخال الإيرانيين في المعالجات، لكن الإيراني لم يعرض نفسه حتى يعمل وسيطا أو يتدخل في الملف. عل كل حال، الإيراني بعيد، أبقوه بعيدا. تتحدثون بالوصاية السورية، نحن نقول: نحن لسنا قوى الوصاية السورية ولا قوى الوصاية الإيرانية. لكن اليوم، أريد أن أتنازل، فلنفترض كما تقول، نحن قوى المعارضة، بعضها بالحد الأدنى، تقولون أنها تريد أن تجلب الإملاءات السورية على الحكومة اللبنانية، ونحن نقول عنكم أنتم تجلبون الإملاءات الأميركية على الحكومة اللبنانية، ولن نقول أكثر من الأميركية. إذا شكلنا حكومة وحدة وطنية، وجودكم في الحكومة سيمنع الإملاء السوري، ووجودنا في الحكومة كقوى معارضة سوف يمنع الإملاء الأميركي وبالتالي سيفرض على حكومة الوحدة الوطنية أن تأخذ قرارات وطنية صحيحة.

المعارضة غير آتية لتقول: إذهبوا إلى منازلكم، نحن نريد أن نحكم حتى تقولوا لنا نحن نريد أن نعيد سوريا لتحكم، ولكن لا نقبل أيضا- طبعا بالوسائل الحضارية الدستورية السلمية- أن تبقوا أنتم حاكمين البلد لأنكم حكومة أميركية. إذا بدك حكومة وطنية، الحكومة الوطنية في ظل المعطيات الداخلية والإقليمية والدولية والهواجس والمخاوف والظروف والصعوبات والتحديات القائمة تتحقق فقط، فيما لو قامت حكومة وحدة وطنية تشارك فيها القوى السياسية الأساسية في البلد، ومشاركة الجميع الجدية هي التي ستحول دون خضوع لبنان لأي إملاءات خارجية سواء كانت إملاءات من أصدقاء أو إملاءات من أعداء، هذا هو طرحنا، تفضلوا لنسير به، وستجدون أننا في المسائل الأساسية التي تخدم المصالح الوطنية لن نختلف. كل ما نبحث عنه هو شراكة وطنية جدية. وأختم في هذا الهدف وأقول، وإذا توقف قيام حكومة وحدة وطنية جدية حقيقية، المكان والتركيبة، بسبب الوضع الطائفي والمذهبي والعدد لم يساعد، إذا تواجدت القوى السياسية الأساسية في داخل هذه الحكومة بما يضمن مشاركة جدية أنا أقول لكم ليس هناك داع لأن يكون هناك وزراء من حزب الله في هذه الحكومة، ونحن جاهزون أن نعطيها الثقة وندعمها ونساعدها لتنجح. قوى السلطة حتى الآن لا تزال تمانع، برأيي بعض هذه القوى سوف يبقى يمانع، بعضها لأسباب داخلية. هناك قوى سياسية خصوصا في الوسط المسيحي لو قدر أن تتشكل حكومة وحدة وطنية وأن يشارك فيها التيار الوطن الحر وقوى مسيحية أخرى سوف ينكشف حجمها الحقيقي وسوف يبدأ التحول من معسكرها إلى المعسكرات الأخرى. لذلك حساباتها الحزبية والفئوية لا تسمح لها بأن تقبل بحكومة وحدة وطنية، على سبيل المثال. وهناك قوى أساسية ملتزمة مع الإدارة الأميركية وهي تعرف أنها في إطار حكومة وحدة وطنية لا تستطيع أن تفي بالتزاماتها مع الإدارة الأميركية، ولذلك هي لا تقبل. هذه هي المعضلة الحقيقية. نحن نقول وعلى الملأ، نحن ليست لدينا التزامات مع أحد، ولا أمام احد، ولا نبحث عن حجم ولا عن حصة ولا عن موقع، أتحدث عن حزب الله بالتحديد. كل ما نريده هو أن يكون هناك حكومة وطنية في لبنان لا تأخذ لبنان ليصبح اداة أميركية وأداة إسرائيلية، وكذلك لا أداة سورية أو إيرانية أو سعودية أو كويتية أو فرنسية أو روسية... العنوان الأخير، التحرك. طبعا كل التحريض الذي يحصل اليوم على الموضوع المذهبي، واحد من أسبابه في الحقيقة إيجابية لنا، فهم يعرفون أننا نحن في لبنان نتيجة محبتنا وإيماننا بالوحدة ألإسلامية وبالوحدة الوطنية ونتيجة اهتمامنا بهذه النقطة ليس فقط على المستوى اللبناني وإنما على مستوى العالم العربي والعالم الإسلامي يعتبرون أن هذه النقطة توجعنا فيضغوطنا بها، إذا كنتم ستقومون بأي تحرك، أي حركة شعبية في الشارع ستؤدي إلى فتنة مذهبية.

أنا أحببت أن أتحدث بهذه الشفافية لأقول: كل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين شيعة وسنة ودروز هم معنيون بأن لا يسمحوا للخلاف السياسي أو الصراع السياسي أن يأخذ البعد المذهبي لأنه في البعد المذهبي يخسر الجميع. نحن في مشكل سياسي فدعونا في مشكل سياسي، مختلفون على عناوين سياسية ليس لها علاقة بالموضوعات المذهبية. دعوا خطابنا سياسيا. في المقابلة التلفزيونية الأخيرة، أنا قلت أن بعد الطاولة التشاور التي كان من المفترض أن تنتهي يوم الاثنين وانتهت يوم السبت، تبدأ ساعة الصفر للتحرك من أجل المطالبة بحكومة وحدة وطنية، وأن هذا مطلبا جديا، هناك التباس حصل عند فريق السلطة، هم متصورون أن كل الحركة التي قمنا بها والصوت العالي الذي رفعناه هو فقط مجاملة لأصدقائنا في قوى المعارضة نتيجة وقوفهم معنا في مرحلة الحرب، وإلا فإن هذا الهدف ليس هدفا جديا، وإن ما يطرحه حزب الله وحركة أمل هو فقط من قبيل الوفاء الأخلاقي للقوى السياسية المعارضة نتيجة موقفها في الحرب. وهذا كان خطأ في الفهم عند فريق السلطة. صحيح أنه يوجد موضوع أخلاقي، لكن ما فوق هذا الموضوع هو موضوع أخلاقي أكبر يعني لبنان كله والشعب كله وموقع لبنان في المنطقة اسمه: مصير ومستقبل القرار السياسي الكبير في هذا البلد كيف تتم ضمانته، ولذلك نحن طلاب حكومة وحدة وطنية. كان يمكن، البعض يتوقع أن خطوة استقالة الوزراء ستأتي لاحقا بعد الاحتجاجات الشعبية، لكن ما جرى على الطاولة يوم السبت والطريقة التي تعاطوا هم بها في التشاور والخطاب الصريح الذي قالوه لنا أنهم هم أكثرية وهم معنيين بالقرارات السياسية الكبرى، وبالتالي مقبولة مشاركتنا في إطار شكلي، دفعنا بعد نصف ساعة من انتهاء الحوار أو ساعة نتيجة التشاور القائم بين قيادتي أمل وحزب الله إلى اتخاذ موقف موحد وأعلنا استقالة وزرائنا من الحكومة اللبنانية الحالية. كانت هذه الخطوة الأولى، وفي الحقيقة نحن بدأنا قبل الاثنين. نحن قلنا سنبدأ بعد الاثنين، لكن أحيانا نحن نفي قبل الموعد أيضا. ليس هناك شك أن خطوة الاستقالة كانت خطوة كبيرة جدا على المستوى السياسي وهي أهم وأكبر من عشرات التظاهرات التي يمكن أن تنزل إلى الشارع يومها من حيث نتيجتها السياسية لأن أهم نتيجة سياسية لها بحسب رأي رؤساء الحكومات السابقين الذين هم شخصيات محترمة ورجال دولة ورئيس الجمهورية وخبراء دستوريون ورجال قانون أن هذه الاستقالة الجماعية تسقط الشرعية الدستورية عن الحكومة الحالية. طبعا، هناك بعض الأساتذة نظروا وتحدثوا أن هذا لا يفقد الحكومة الشرعية الدستورية، لكن طلابهم في الجامعات قالوا لنا أن هذه المسائل نفسها قبل سنة أو سنتين سمعناها من هؤلاء الأساتذة وقالوا أن هذه تفقد الشرعية الدستورية للحكومة. اليوم العلم والدستور أصبح خاضعا للهوى السياسي. حتى وزراء امل وحزب الله نحن عندما استقلنا لم نقل في بياننا أننا باستقالتنا نفقد الشرعية الدستورية للحكومة، الخبراء هم من قالوا ذلك. اليوم نحن أمام حكومة بحسب الخبراء الدستوريين فاقدة للشرعية وللدستورية، وبالتالي ما يصدر عن هذه الحكومة من قرارات هي غير دستورية، وما ترسله هذه الحكومة من مشاريع قوانين إلى المجلس النيابي هي مشاريع قوانين غير دستورية، وهذا يضع البلد أمام خيار جدي. نحن لا نريد أن يستمر هذا الوضع. إذا هناك خطوة انجزت هي الاستقالة. هناك خطوة ثانية الآن هي قائمة وهي الاصطفاف السياسي لقوى المعارضة، حيث بدأت تستنهض صفوفها وتعبر عن موقفها وهناك فرز سياسي بدا واضحا في البلد بين سلطة ومعارضة، بين خطاب سلطة وخطاب معارضة. هناك خطوات لاحقة، المعارضة تتشاور في ما بينها، هناك تواصل، قوى المعارضة على اختلاف تشكيلاتها منذ انتهاء طاولة التشاور هي على تواصل دائم ونقاش دائم وتشاور دائم، واي خطوة لاحقة لها علاقة بالشارع وبالاعتصام أو بالإضراب أو يمكن في يوم من ألأيام بالعصيان المدني سوف تتخذ بالتوافق بين قوى المعارضة، لا يستطيع حزب أو تيار أو مجموعة لوحده أن يأخذ قرارا ويتحرك ويقول للآخرين الحقوا بي، هذا خطأ هذا غير صحيح.

اليوم يوجد سلطة في وجه معارضة وطنية، وهناك قوى عديدة في هذه المعارضة تتفق على أهداف واضحة وعريضة. هذه القوى سوف تتعاون في ما بينها لتقرر الخطوات اللاحقة. خطوة الاستقالة من الحكومة كانت تعني بالدرجة ألأولى أمل وحزب الله، ولم تكن بحاجة إلى التشاور مع بقية قوى المعارضة لأن هذا كان مطلب قوى المعارضة منذ سنة ونصف. لكن الخطوات اللاحقة سوف تقوم على أساس التشاور والاتفاق والتعاون بين مختلف قوى المعارضة. لدينا خيار الشارع، بمعنى خيار التظاهر. وفي هذا الموضوع أريد أن أضعكم في مجموعة ملاحظات وضوابط لكم ولكل إخواننا وأخواتنا في حزب الله وكذلك لكل أصدقائنا، لأن هذه ضوابط عامة لا يوجد خلاف عليها حتى على مستوى قوى المعارضة وكل واحد من موقعه يقولها. بالنسبة إلى موضوع الشارع، يجب أن نكون جميعا جاهزين للنزول إلى الشارع على المستوى النفسي والمعنوي، عارفين لماذا نريد أن ننزل إلى الشارع، وأن هذه وسيلة من وسائل التحرك المطلوبة ويجب أن نكون مستعدين نفسيا، لأنه يبدو بحسب نقاشنا في ما بيننا كقوى معارضة، يمكن أن لا ندعو إلى التظاهر قبل عدة أيام أو أسبوع، يمكن أن ندعو قبل 24 ساعة أو حتى قبل 12 ساعة أو ستة ساعات، ولا نريد أن نجهز ، بدنا نكون جاهزين. وبالتالي هذه أول نقطة فيما يعني الجهوزية. النقطة الثانية، نحن نصر على تعاون أكيد وتنسيق مع كل قوى المعارضة، كل قوى المعارضة، يجب أن نتفق مع بعض وننزل على الشارع مع بعض. يجب أن يكون هناك معارضة وطنية في الشارع. تحركنا هو تحرك سلمي حضاري مدني، ونحن عندنا سوابق وهم لديهم سوابق، نحن عندنا سوابق، نحن بكل بساطة نستطيع أن ننظم تظاهرة فيها مليون أو احتفال فيه مليون من دون أي "لكشة" من دون أن يحصل أي اشكال بسيط أو صغير وبالتعاون مع قوى سياسية وخضنا أكثر من تجربة من هذا النوع. وهم في بعض الأحيان، خاضوا تجربة جيدة على هذا الصعيد واستطاعوا أن ينظموا تجمعات ضخمة لم تحصل فيها مشاكل، وهذه إيجابية تشكل لكل الشعب اللبناني، لكل فئاته، لكل شرائحه. نحن نريد أن نؤكد على الطابع السلمي المدني الحضاري لتحركنا. لا نريد شغبا، لا نريد تضاربا، نريد احترام الممتلكات الشخصية والعامة. لا نريد أن نسمح بأي تصادم، حتى مع الشارع الآخر، عل كل حال هم عندما هددونا بالشارع الآخر، دليل ضعف. للأسف الشديد هم كانوا يقولون عن حكومة الرئيس كرامي أنها حكومة وصاية وحكومة الأجهزة الأمنية، لكن حكومة الرئيس كرامي سمحت لهم بالتظاهر والتجمع والبقاء كل الليل وكل النهار في الساحات. حكومة الرئيس كرامي لم تطلب لا من الجيش ومن الأجهزة الأمنية أن تطلق النار على المتظاهرين. حكومة الرئيس كرامي والتي كان فيها أحزاب لديها شارع كبير لم تنزل أحزاب الشباب حتى يضربوا الشباب الآخرين ولا الصبايا حتى يضربوا الصبايا الآخرين. وحتى عندما نزلنا نحن في 8 آذار لم ننزل في وقت متزامن مع مظاهرة لهم ولا في الساحة التي هم متواجدون بها. إذا كانت تلك هي الوصاية والدكتاتورية والأجهزة الأمنية هكذا، وفي المقابل السيادة والحرية والاستقلال هي تهديد بقوى الأمن وبالجيش وبالرصاص وبالشارع الثاني وبالعصي والسكاكين فبئس السيادة ومرحبا ب...

عندما نريد النزول إلى الشارع إنشاء الله يكونون عقلاء ولا ينزلون إلى شارع مقابل في الوجه. وإذا أرادوا أن ينزلوا في شارع آخر فهذا حقهم الطبيعي. لكن حرام أن يضعوا الناس في وجه بعضها، ولا نحن نريد أن نضع الناس في وجه بعضهم. لكن افترضوا وضعونا في وجه بعض، نحن لا نريد مشاكل ولا نريد صراع ولا شتائم. إذا شتمونا نقول لهم: الله يسامحكم. هم قتلونا وقلنا لهم الله يسامحكم. هم تواطؤا على قتنلا وقلنا لهم الله يسامحكم. إذا جاء بعض الناس الطيبين من بعض المناطق ومن مدينة بيروت أو من أي محافظة، وتظاهروا في وجه مظاهرتنا فهؤلاء هم شعبنا وأهلنا وأحباؤنا ونتعاطى معهم هكذا. نحن أمام امتحان كبير، وهناك في لبنان تجربة: هناك أناس قتلوا على الطرقات ورفضوا الانجرار إلى الحرب الأهلية وهناك أناس لم يستطيعوا أن يصبحوا أمراء إلا بالحرب الأهلية. اليوم الشعب اللبناني هو الذي يحسم هذه المواجهة وهو الذي يحسم مصيره. نستطيع أن نذهب إلى العصبيات المذهبية والطائفية والمناطقية ونخرب بلدنا، ونستطيع أن نتعاطى بمسؤولية ونحقق المصلحة الوطنية الكبرى، نحرر بلدنا من هيمنة السفير فيلتمان ومصاصة الدماء كوندوليزا رايس وفي الوقت نفسه لا تحصل مشكلة في البلد ونستطيع أن نقوم بهذه الشيء. لو شتمونا لا نريد أن نشتم وإنما نسامح، لو ضربونا لا نريد أن نضرب، وأي إشكال يجب أن نحله بسرعة، هذا طبعا، يحتاج إلى إيمان كبير وصبر كبير وشجاعة كبيرة. هنا الشجاعة وليست الشجاعة في التورط بالمشاكل. الشجاعة أن أفوت المشكل على الذين يريدون أن يأخذوا البلد إلى مكان ما. بالنسبة إلى الجيش والقوى الأمنية يجب أن نتعاطى معهم، فهؤلاء إخواننا وأحباؤنا. من هو الجيش ومن هي قوى الأمن؟ هم أخي وأخوك وعمي وعمك. حكومة الرئيس كرامي رفضت أن تستخدم الجيش وقوى الأمن لقمع المتظاهرين، السياديون الجدد يريدون استخدام الجيش وقوى الأمن لقمع المتظاهرين. لكن أنا أعتقد أن الجيش وقوى الأمن سوف يتصرفون بمسؤولية وطنية. هنا توجد قصة "بين هلالين" أريد أن أقولها لكم حتى ننتهي منها. من يوم قصة ثكنة مرجعيون وما بعدها أصبح مثل عادة، وأنا رأيتها في بعض الأماكن وحتى يوم الاحتفال بـ 22 أيلول، حقيقة أنا تأذيت. كان في شباب من قوى الأمن واقفون ينظمونا السير والناس، فيقترب منهم بعض الشباب ويقول لهم "2 شاي ياوطن"، هذا الموضوع فلننته منه، في النهاية هؤلاء الشباب، شباب قوى الأمن الموجودون في الشارع ضباطهم وعناصرهم، هم كما قلت إخوتنا وأحباؤنا وأولادنا لا ذنب لهم في ما حصل في مرجعيون، حتى الشباب الذين كانوا في مرجعيون من عناصر الجيش ومن عناصر قوى الأمن هم نفذوا قرارا سياسيا، الذي يتحمل مسؤولية والذي يجب أن تقولوا له 2 شاي هو الذي أخذ القرار السياسي. ليس العسكر، ليس أفراد الجيش وأفراد قوى الأمن الداخلي أو الأجهزة الأمنية، هؤلاء لو كان القرار السياسي أن يقاتلوا لقاتلوا كما شباب المقاومة. ضمن هذه المنهجية بطبيعة الحال، الشعارات تحتاج إلى ضبط. المرحلة لا تحمل أن تفلت الشعارات، أو أن يأتي جمهور معين ليقول أنه يريد أن يقول الشعارات التي يريدها. نحن في قوى المعارضة سوف نتفق على شعارات موحدة. أنا متأكد أن فريق السلطة سوف يرسل أناسا إلى قلب تظاهراتنا حتى تقول شعارات مذهبية حتى تقول شتائم وتعمل مشاكل وشغب، هؤلاء مهمتنا نحن أن نضبطهم، وأن ننظم مع بعضنا أي تظاهرة أو تجمع. نحن لا نحتاج لا إلى شغب ولا إلى شتائم ولا خطأ ولا فوضى، لأننا واثقون من شعبنا ومن حضور الناس ومن وعي الناس ومن تحمل الناس المسؤولية. قادرون أن ننزل إلى الشارع، إما ننزل ونطلع وإما نبقى، كلا الخيارين مفتوح. كل الخيارات مفتوحة، يوم واثنان وثلاثة... أسبوع وأثنان وثلاث وأكثر وأقل لا توجد مشكلة، حتى نفرض بوسائلنا السلمية الحضارية الديموقراطية اسقاط الحكومة غير الشرعية وغير الدستورية، حكومة السفير فيلتمان وليست حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. وبالتالي، نحن من خلال هذا الحضور والهدوء والالتزام والانضباط قادرون على تحقيق هدف وطني سياسي كبير جدا.

عندنا خطوط حمراء واضحة: الحرب الأهلية خط أحمر، ضرب الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان خط أحمر، التصادم خط أحمر، الفتنة الداخلية خط أحمر. نحن قادرون، قوى المعارضة بتنوعها المذهبي والطائفي والسياسي من خلال شعبيتها الكبيرة وجمهورها العريض من خلال قياداتها وإداراتها وانضباطها هي قادرة أن تحقق هذا الهدف. طبعا، لا نريد أن نتوتر، ويجب أن نعمل بهدوء وبدون انفعال ولا نريد أن يأخذنا أحد إلى مكان لا نريد أن نذهب إليه. وكونوا واثقين رغم أن المسألة هي ليست أصغر من أن تستحق ما سأقوله لكم، لكن سأختم بالقول وأقول لكم: كما كنت أعدكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا ان شاء الله.

المزيد...