٠٤ أغسطس ٢٠٠٦

كلمة السيد حسن نصر الله عبر تليفزيون المنار يوم 3 أغسطس/آب 2006

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين وصحبة المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الله تعالى: “الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل”

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجددا ً أتوجه إليكم اليوم، وقد دخلنا في الأسبوع الرابع للحرب المفتوحة التي أعلنتها “إسرائيل” على لبنان، وكالعادة، أجد نفسي معنيا بالتحدث عن عدد من النقاط والمسائل المرتبطة بالتطورات الميدانية والسياسية والعامة الحاصلة على مستوى هذه المواجهة، وان كنت سأركز في شكل أساسي على بعض الأمور الميدانية لأهميتها، ولأنني منذ اليوم الأول كنت أقول لكم إن الميدان هو العامل الأول والأساسي والحاسم في هذه المعركة إلى جانب العوامل الأخرى المهمة والأساسية، والتي لا يمكن تجاهلها أو التغاضي عنها. لذلك، سأحاول في هذه الكلمة أن أركز على بعض الجوانب الميدانية نتيجة حساسيتها وأهميتها في المعركة الدائرة الآن.

أخاطبكم في الوقت الذي يخوض فيه إخوانكم وأبناؤكم من مجاهدي المقاومة مواجهات بطولية على امتداد الخطوط الأمامية في جنوب لبنان عند كل قرية وبلدة وتلة وواد وموقع. أبدأ من هنا، ومن المواجهات البرية التي يخوضها المجاهدون في مقابل مجموعة من الألوية، كما أعلن العدو، وهذا لم يعد أمرا جديدا مجموعة من ألوية الجيش الإسرائيلي، ألوية النخبة، ألوية المظليين، ألوية المدرعات، وفي ظل تغطية كثيفة جدا وعنيفة جدا من سلاح الجو الإسرائيلي.

أبدأ إذا أولا من المواجهات البرية، هذه المواجهات البرية القائمة الآن بدأت منذ اليوم الأول للحرب والعدوان، منذ اليوم الأول كانت هناك مواجهات على الأرض، نعم ما حصل الآن أن هذه المواجهات أصبحت أشمل وأوسع وأشد وأعنف. وكلنا يتذكر ان المواجهات التي حصلت في مارون الراس، في عيترون، في عيتا الشعب في الأيام الأولى، والمواجهات البطولية والتاريخية التي حصلت على مثلث الرجولة في بنت جبيل، مارون الراس، عيترون، اليوم أو خلال اليومين أو الثلاثة أيام الماضية، نعم هذه المواجهة الميدانية والبرية أخذت شكلا مختلفا، ودخل فيها عدد من الألوية وعشرات الآلاف من الجنود الإسرائيليين والمئات من الدبابات والآليات الإسرائيلية، ولكن في المقابل يقف المجاهدون ببسالة وشجاعة وقوة ويواجهون هذا التقدم، وبالرغم من مضي هذه الأيام نجد أن القتال ما زال في الخطوط الأمامية، وفي القرى الأمامية، وفي المواقع الأمامية. هذه المواجهة البرية، أيضاً، فوجيء بها الصهاينة منذ البداية، ولكن الآن هم يتأكدون من أن استنتاجاتهم الأولى التي أخذوها عن معركة مارون الراس أو عيترون أو عيتا الشعب أو بنت جبيل أو غيرها تتأكد لديهم من خلال وقائع هذه الأيام، وأهم أمرين على المستوى الميداني يبرزان في هذه المواجهات:

الأمر الأول: ما يرتبط بالعنصر البشري، طريقة الإسرائيليين أنهم عندما يأتون ليحاصروا أو ليقتحموا بلدة معينة، يتركون طريقا خلفيا من أجل أن يخرج منها المقاتلون أن يهربوا، أن يفروا، ولكن في كل المواجهات التي خاضوها حتى الآن، بقي المقاتلون يقاتلون حتى آخر نفس، حتى آخر طلقة، وحتى رغم كل الظروف القاسية والصعبة التي كانوا يواجهون بها. إذا المواجهات القائمة الآن فوجىء بها الإسرائيلي، بالعنصر البشري للمقاومة، وقد أثبتت التجربة حتى اليوم - وستثبت إن شاء الله المزيد من ذلك - أنهم يقاتلون رجالا لديهم مستوى من الإيمان والإرادة والشجاعة والثبات والاستعداد للتضحية. وهذا الذي تحدثت عنه وقلت عن الأقدام المنغرسة في الأرض، التي لا ترتجف ولا تزول لو زالت الجبال، هذا يراه الإسرائيليون في كل موقعة وفي كل مواجهة.

أولا العنصر البشري، ولو سألتم الخبراء العسكريين سيقولون لكم إن ما يجري في هذه المواجهات هو أشبه بمعجزة، وان ألوية بكاملها بدباباتها وآلياتها وبتغطية كثيفة جدا من سلاح الجو، تهاجم مجموعات المقاومين في هذا البلدة أو تلك البلدة، وفي هذا الموقع، وذاك الموقع، ومع ذلك هؤلاء يبقون ويقاتلون ويصمدون ويسقطون، وأكثر من ذلك يبادرون ويهاجمون ويلحقون الخسائر المادية والبشرية بالعدو. هذه معجزة بالمقاييس العسكرية المادية ولكنها بمقاييس رجال الله هو أمر طبيعي لان هذا معنى الإيمان والإرادة والصدق.

العنصر الثاني هو القدرة التي توافرت لدى المقاومة، وهذا كان أيضاً من المفاجآت، القدرة الكمية والنوعية على تدمير دبابات العدو وآلياته العسكرية هي من احدث واهم وأقوى الدبابات والآليات العسكرية في العالم، مع ذلك إن المجاهدين يتصدون ويدمرون هذه الدبابات. كل التكتيك العسكري الإسرائيلي يعتمد في شكل أساسي على التوغل بالدبابات والآليات المحصنة، ولكن عندما لا تستطيع الدبابات أن تتحرك يتحرك جنوده وضباطه على الأرض تصبح حركتهم بطيئة هذا هو الحال. اليوم عندما يخترقون أو يتقدمون في بعض المواقع هم يبحثون عن أماكن لا توجد فيها المقاومة ليتقدموا، ولكن لا تلبث أن تبادر إليهم المقاومة في أماكن تقدمهم فتلاحقهم وتقاتلهم وتطردهم. اليوم هذه الإمكانية باتت متوافرة كما ونوعا، يعني ما يسمى بالمضاد للدروع عند المقاومة والأرقام التي تسمعونها، وقد شاهدتم بعض هذه المشاهد على شاشات التلفزة من خلال وكالات خاصة ،ونحن لم نقدم حتى الآن صورا لأنه في الخطوط الأمامية الأمور قد تكون صعبة. أعداد الدبابات والآليات التي تم تدميرها حتى الآن هي أعداد كبيرة.

وأنا أؤكد أن دبابة الميركافا أو الآليات العسكرية الإسرائيلية أيضاً أمكن مواجهتها وتعطيلها وإفشالها بفعل العنصر البشري الذي يملك مستوى عال من الثبات والإمكانية العسكرية التي توفرت بحمد الله تعالى على هذا الصعيد. إذا هذان العنصران شكلا مفاجأة واضحة للعدو.

في مسألة المواجهة البرية، أنا أود أن أؤكد النقاط التالية:

أولا: العدو في المواجهة البرية كما في الصاروخية، كما في بقية المسائل التي سأتطرق إليها أيضاً يعتمد على سياسة أكاذيب واضحة وكثيرة ومكشوفة قد يكون هذا طبعه، وقد يكون هذا جزء من حربه النفسية. على كل حال البعض يعتمد هذه، ويكذب في الحرب النفسية وفي غير الحرب النفسية، على سبيل المثال في معركة مارون الراس كان القتال دائرا ولأيام، ولكنه منذ الساعة الأولى قال انه سيطر على مارون الراس. في معركة بنت جبيل قالوا نحن سيطرنا على مدينة بنت جبيل، ولكن بنت جبيل صمدت وقاتلت حتى قال أحد المحللين الإسرائيلي أو أحد المراقبين العسكريين الكبار، كتب مقالة بعنوان “هل نحن نسيطر على بنت جبيل أم بنت جبيل تسيطر علينا”. الآن يصور من خلال بياناته أنه احتل وسيطر ودخل وأمكن من إحكام سيطرته على مناطق واسعة من أراضي جنوب لبنان، والكثير من هذه الأمور حتى لا أقول كلها، غير صحيحة وكاذبة، وهي جزء من الحرب النفسية والعدو الإسرائيلي يمارسها. الأمر الثاني مرتبط بالأمر الأول، وقبل ذلك العدو يحاول أن يقدم انتصارا، وهذا غير موضوع الحرب النفسية، ويقول إنني حققت الانجاز الفلاني، وأنا استمعت إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية تقول بعد معارك عنيفة جدا أنه تمت السيطرة على موقع العباد التابع لحزب الله. ليس هناك من شيء اسمه موقع العباد التابع لحزب الله، هناك نقطة على الحدود الدولية مقابل موقع العباد، نقطة مراقبة تم إخلاؤها منذ اليوم الأول وليس هناك قتال، ولكنهم يقولون انهم سيطروا على الموقع التابع لحزب الله بعد معارك عنيفة. وأنا لا أعرف المعارك العنيفة هناك مع من، هل يقاتلون بعضهم بعضا؟

في كل الأحوال، النقطة الثانية نحن في المواجهات البرية قلنا سياسة واضحة منذ اليوم الأول، ليست سياستنا التمسك بالجغرافيا، وبالتالي، نحن ليست في نيتنا أن يقتل كل مجاهدينا وشبابنا من أجل الدفاع عن هذه النقطة أو تلك التلة أو هذه البلدة. قتالنا ليس قتالا جغرافيا، وأنا قلت نحن لسنا جيشا نظاميا، ولا نقاتل بطريقة الجيش النظامي، وإنما بطريقة حرب العصابات، ومن المفيد لنا أن نسمح لهم بأن يتقدموا إلى مداخل القرى لأن هذا يوفر لنا فرصة الالتحام المباشر وإلحاق الخسائر المادية والبشرية بهم، وهذا هو هدفنا من المواجهة البرية، هدفنا إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر المادية والبشرية بقوات العدو، وهذا ما يتحقق حتى الآن بحمد الله بدرجة كبيرة، ولذلك أن يقول العدو انه دخل هذه التلة أو تلك القرية هذا الأمر لن يغير من إستراتيجية قتالنا، ولا من تكتيكنا ولا من معنويات مقاتلينا بل العكس، ما يقوله العدو أنه دخل هذه القرية أو تلك التلة بعد 23 يوما من القتال والقصف العنيف والمواجهات البرية، والاستفادة من ألوية عدة من الجيش والنخب والاحتياط دخلت هذه القرية، ما هو هذا الانجاز العظيم. هذا انجاز المقاومة، أن هذه القرية صمدت حتى اليوم، وذاك الموقع صمد حتى اليوم، ونعرف أن طريقة الإسرائيليين هي أن دباباتهم وألويتهم تجتاح وتدخل عشرات الكيلومترات خلال ساعات، ولكنها تمشي بالأمتار خلال أيام في أرض جنوب لبنان، هذا أولا في المواجهة البرية.

ثانيا: في ما يتعلق بالبحر، طبعاً ضمن سياسية إخفاء الخسائر التي تحدثت عنها في الأيام الأولى أنا أؤكد البيان الذي صدر عن المقاومة الإسلامية أن صواريخ المقاومة استهدفت سفينة حربية إسرائيلية من نوع (ساعر أربعة ونصف) مقابل شواطئ صور. الإسرائيليون نفوا وانتهى الأمر عند هذه الحدود وطويت المسألة في وسائل الإعلام لكن طالما أنا أتحدث بالأمور الميدانية يجب أن أشير إلى هذا الأمر وأقول عندما ضربنا البارجة (ساعر خمسة) مقابل شواطئ بيروت سارع الجيش الإسرائيلي إلى النفي لكن صادف في ذلك اليوم أن السفينة الحربية كانت قريبة من الشواطئ واستطعنا أن نصور إطلاق الصواريخ وأن نصور الإصابة وبعدها قدمنا الفيلم واضطر الصهاينة للاعتراف بأن هناك سفينة عسكرية أصيبت وأن لديهم جنودا مفقودين يبحثون عنهم في البحر، بالنسبة إلى الضربة الثانية التي أنا أؤكد على حصولها ولست بحاجة الآن إلى الاستغلالات لأن الوسائل الفنية التي حددت لنا موقع هذه السفينة وبالتالي أمكننا ذلك من ضربها هي التي تؤكد لنا أن هذه السفينة قد أصيبت ولكن في مقابل شواطئ صور كان هناك ضباب كثيف وكانت بعيدة جدا عن الشاطئ ولكن هذا الأمر قد تم تحقيقه على كل حال وبطبيعة الحال في معركة من هذا النوع أن يقدم العدو على إخفاء هذا الأمر ويخرج علينا في الإعلام ويقول إن هذه السفينة التي يدعي حزب الله أنه أصابها قد ركبها قبل أيام أولمرت وكان يتجول علنا من أين لنا أن نعرف ذلك أن أولمرت ركب على نفس السفينة التي قمنا بقصفها أو سفينة أخرى.

ثالثا: في القصف الصاروخي في مسألة القصف الصاروخي بالرغم من قاله العدو الصهيوني حتى الآن على هذا الصعيد فإن القصف الصاروخي للمستعمرات في شمال فلسطين وصولا إلى ما بعد حيفا سيستمر بل بوتيرة أعلى كما ونوعا يوم أمس أطلقت المقاومة الإسلامية أكثر من 300 صاروخ على مستعمرات الشمال وضربت بصواريخ خيبر مستعمرة بيت شان أو بيسان ومدينة العفولة في العمق الإسرائيلي ما بعد حيفا، قبل أيام أعلن العدو الإسرائيلي انه سيعلق هجماته الجوية على لبنان لمدة 48 ساعة بعد ارتكاب للمجزرة في قانا، لينفس الجو ويريحه، ويخفف من وطأة المجزرة التي ارتكبها، أقدم على هذه الخطوة، في المقابل نحن أوقفنا، وهو طبعاً لم يلتزم كليا لكنه التزم نسبيا، نحن أوقفنا قصف المستعمرات في شمال فلسطين لمدة يومين، خلال هذين اليومين، هنا أريد أن أشير إلى حماقة قيادة هذا العدو وان غطرستها وإن جهلها، انظروا إلى الخطأ الذي تم ارتكابه وهذا طبعاً شاهد بالنسبة إلينا، قام أولمرت وأعلن وألقى خطاب النصر، وأعلن أن إسرائيل انتصرت في المعركة، وقال أيضاً بأنه قد أمكن بالفعل تدمير كامل للبنية التحتية العسكرية لحزب الله، ولعله استند بشكل أساسي إلى وقف قصف الصواريخ خلال 48 ساعة على المستعمرات الصهيونية، نفس هذا الكلام كرره شيمون بيريز يعني رئيس الوزراء “الغبي” قال هذا الكلام ونائب رئيس الوزراء “الخرف” قال نفس هذا الكلام، وزاد عليه بأن بنية حزب الله العسكرية قد دمرت بالكامل وان أمينه العام قد هرب إلى خارج البلاد، هذه الغطرسة وهذا الجهل منعهم من مقاربة الحقيقة التي تحدث عنها خبراء عسكريون لبنانيون وإسرائيليون وحتى مراسلون صحافيون هم يفهمون أكثر من هذه القيادة السياسية والعسكرية والمتغطرسة للعدو الصهيوني لأن الحقيقة كما قرأها هؤلاء الخبراء هي أن المقاومة قيادة المقاومة اتخذ قرار بوقف قصف المستعمرات خلال 48 ساعة لأننا أيضاً نريد أن نعطي فرصة للناس حتى يرتاحوا لنقل الجرحى لنقل المرضى لنقل الإصابات ولخروج الناس من البلدات التي تعيش أوضاع إنسانية صعبة لرفع الأنقاض، هذا هو السبب الحقيقي وبالتالي عندما توقف المقاومة 48 ساعة هذا يعني على المستوى العسكري، أن المقاومة الإسلامية ما زالت قيادتها تملك كامل التحكم والسيطرة، ليست بالجبهات بل حتى بكل منصات الصواريخ ولذلك لم يحصل أي عمل فردي وأي خرق فردي إذا هناك تشكيلات تعمل بكامل فعاليتها هناك قيادة تعطي الأمر توقت إطلاق الصواريخ وهناك قاعدة على امتداد الجبهات تتلقى الأوامر وتلتزم بهذه الأوامر، هذه هي القراءة الصحيحة لوقف إطلاق الصواريخ خلال 48 ساعة، لكن كيف قرأها العدو، ولذلك بمجرد أن انتهت هدنة وقف الهجمات الجوية على لبنان وباشر الإسرائيليون من جديد بهجماتهم الجوية على قرانا ومدننا وبنيتنا التحتية ومدينتنا، قامت المقاومة الإسلامية بالأمس وفي يوم واحد بقصف أكثر من ثلاثماية صاروخ على المستعمرات مع العلم الميزان أو المعتاد يوميا كان مئة أو مئة وخمسون، مئة وسبعون، تسعين حسب ما كنا نرغب أو نطلب من الأخوة ولكن هذا العدد بالأمس كان متعمدا وهذا العدد اليوم أيضاً كان متعمدا والمقاومة غير هذا العدد أيضاً قصفت العفولة وبيت شان والمقاومة أيضاً تستطيع وأنا أؤكد هذا من خلال أداء الأمس وأداء اليوم أنها تستطيع أن تقصف العدد الذي تريد أن تقصف كما يطلب منها، وبالعمق الذي تريده أو يطلب منها وفي الوقت الذي تريده أو يطلب منها قبل الظهر أو بعد الظهر أو في الليل ليست لدينا أي مشكلة على هذا الصعيد، إذا هذه هي الحقيقة في الموضوع الصاروخي ولذلك نجد بأن الإسرائيليون أصيبوا بخيبة وأنا أقول أن ما حصل كان بمثابة فضيحة لأولمرت ولبيريز ولوزير الحرب ولرئيس الأركان وهذا ما بدأت تتحدث عنه وسائل الاعلام الإسرائيلية وكبار المحللين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين وسمعنا أن خطاب أولمرت التراجعي الذي قال فيه للناس لم نعدكم بوقف قصف الصواريخ ولم نعدكم بكذا ولم نعدكم بكذا ووعدهم وكل هذا هذا مسجل ومثبت بالصورة وبالصوت. على كل حال هذه الخيبة الإسرائيلية وهذه الفضيحة الإسرائيلية في إحدى جوانب المواجهة دفعت برئيس الأركان يوم أمس العدو بمزيد من التهديد للبنانيين وقال انه يدرس إمكانية ضرب العمق اللبناني ومن ضمنه مدينة بيروت، وهذا على كل حال تهديد وجزء من الحرب النفسية وقد تتوفر خلفه أيضاً إرادة جدية.

هنا أقول وأعلق على هذا التهديد بما يلي.

أولا: إن العمق اللبناني باستثناء مدينة بيروت هو يقصف في كل يوم وليس بحاجة إلى قرار جديد ولا إلى درس جديد، كل الجنوب يقصف كل جبل لبنان البقاع وبعلبك الهرمل عكار طرابلس جبيل كسروان المتن بعبدا، هل هناك مكان لم يستهدفه القصف حتى الآن من العمق اللبناني، نعم بقيت مدينة بيروت وأظن أن التهديد يستهدف من خلال كلام رئيس الأركان مدينة بيروت.

ثانيا: في ما يتعلق بمدينة بيروت طبعاً شعب لبنان كله شعب واحد.. دم واحد.. كرامة واحدة.. أمن واحد، ولذلك هنا المناطق لا تتمايز. لكن يبقى التمايز أن بيروت هي العاصمة وبالتالي هو يهدد بقصف العاصمة، أنا هنا لن استعمل العبارات التي استعملتها في السابق عندما قلت ما بعد حيفا وما بعد حيفا، لا أريد أن اترك أي مجال للتحليل طالما أن العدو يقول إنه يدرس كيف يأخذ الأمور إلى نهايتها أيضاً أن يسمع مني اليوم كلاما واضحا جدا: إذا قصفتم عاصمتنا ستقصف عاصمة كيانكم الغاصب، إذا قصفتم مدينة بيروت فالمقاومة الإسلامية ستقصف مدينة تل أبيب وهي قادرة على ذلك بعون الله.

ثالثا: وهنا أريد أن أؤكد لقادة العدو ولشعب العدو هذا الشعب الذي يعيش على الآمال خادعة وعلى الأكاذيب أن كل قصفكم الجوي واجتياحاتكم البرية لم تستطيع أن توقف قصفنا للصواريخ حتى لو أخذتم عدة كيلومترات من الحدود حتى لو احتليتم جنوب الليطاني وشمال الليطاني ووصلتم إلى بيروت لم يمكنكم أن تحققوا هذا الهدف وعلى كل حال بدأ قادة العدو السياسيون والعسكريون ومحللوه أيضاً يعترفون بهذه الحقيقة ولكن أنا أريد أن أؤكدها بشكل جازم بعون الله تعالى.

رابعا: في موضوع الصواريخ والمستعمرات أود أن أؤكد أن قصفنا للمستعمرات سواء في الشمال أو ما بعد حيفا أو وصولا إلى تل أبيب طالما أصبحت الأمور واضحة هو رد فعل وليس فعل، تعتدون على مدننا على قرانا على عاصمتنا، نحن نقوم برد فعل وفي أي وقت تقررون فيه وقف حملاتكم على مدننا وقرانا وبنيتنا التحتية نحن لن نقصف بالصواريخ أي مستعمرة أو مدينة إسرائيلية ونفضل بطبيعة الحال إذا كان هناك من قتال أن يكون القتال عسكر بعسكر وعلى الأرض وفي الميدان وهذه المعركة نحن أهلها ونحن رجالها.

بعد هذا السرد الميداني نعم يجب أن اعترف بان العدو خلال المهلة الأخيرة التي أعطته إياها كوندليزا رايس الأسبوع الماضي استطاع أن يحقق انجازين عسكريين عظيمين ومهمين ويجب أن اعترف بها:

الانجاز الأول: ارتكابه لمجزرة قانا وقلته لنساء والأطفال في البيوت الآمنة، ثم من وقاحته تبريره ذلك بان المقاومة كانت تقصف من ذلك البيت أو من جوار ذلك البيت، ثم نفى ذلك ليقول مجددا اليوم، إن المعلومات التي توافرت لديه كانت تؤكد أن في هذا البيت، يوجد مقاتلون ومقاومون من حزب الله، وهو وقع ضحية خطأ هذه المعلومات، هذه الاستخبارات الفاشلة، ومنذ اليوم الأول أنا لا اعتقد أن هناك معلومات خاطئة، اعتقد أن الصهاينة تعمدوا قتل النساء والأطفال في قانا لأنهم يعرفون أننا أصحاب عاطفة وأننا بشر. صحيح نحن نملك إرادة صلبة وشجاعة قاسية، ولكن في الوقت نفسه نحن أهل العطف وأهل الحنان وأهل الحب، ونحن نرأف بأهلنا وعيالنا ونسائنا وأطفالنا.

هم يريدون ان يضغطوا علينا هنا، وهذا ما كنت قد قلته في الرسالة الماضية، ولو قبلنا منهم قصة المعلومات الخاطئة، فهل ما يزيد على 800 شهيد مدني حتى الآن واغلبهم من النساء والأطفال قتلوا.. كل هذه المعلومات خاطئة؟ أم أن هذه هي أخلاقية الجيش الإسرائيلي وقيم الجيش الإسرائيلي وقيم هذا العدو الهمجي المتوحش. نعم هذا هو الانجاز الأول الذي تحقق في مهلة وفرصة كوندوليزا رايس، والآن هم طبعاً يعملون على أن تنسى مجزرة قانا ويتم استيعابها محليا وعالميا وإنسانيا وإعلاميا وسياسيا، وهذا ما لا يجوز أن نسمح به على كل حال، وهذه مسؤولية الإعلام والسياسيين والنخب والمثقفين وكل الناس. في الوقت الذي استطيع أن أؤكد أن قانا لم تعد وحيدة ولا غريبة في المجزرة، مع قانا صريفا، ومع صريفا بلدات وقرى كثيرة على امتداد لبنان.

الانجاز الثاني المهم: هو الكوماندوس الليلي على مدينة بعلبك. هذا الكوماندوس الليلي والذي عرضت علينا في التلفزيون بعض مشاهده في الحقيقة هم قاموا بإنزالين هناك. والإنزالان في أطراف مدينة بعلبك وليس في قلب مدينة بعلبك يعني في جوار أو يستهدف مستشفى دار الحكمة التي هي في أطراف المدينة والإنزال الثاني في حي في أطراف مدينة بعلبك.

الإنزال الأول استهدف مستشفى.. انظروا إلى هذا الانجاز العظيم! قوة كوماندوس إسرائيلية عشرات الطائرات الحربية والمروحية تنزل جنود وضباط لمهاجمة مستشفى في أطراف مدينة بعلبك وليس لمهاجمة موقع عسكري! ويدخلون إلى المستشفى وهي مستشفى ويقولون إنهم دخلوا إلى المستشفى للحصول على معلومات مهمة مخبأة هناك ومع ذلك هم دخلوا المستشفى وأطلقوا النار في غرفها وألقوا القنابل اليدوية في غرفها وهذا في كل الأحوال هو إخفاق عسكري وإخفاق معلوماتي لعدة ساعات بقي هذا الإنزال وبقيت المواجهة في محيط المستشفى التي بدأت بمبادرات من المقاومين أو المجاهدين الذين يتواجدون عموما في تلك المنطقة وهو إخفاق معلوماتي أيضاً. إنزال عظيم يستهدف مكان ثم يتبين أن ليس فيه أحد من القياديين وليس فيه أحد حتى مدير المستشفى غير موجود وليس فيه أحد من جرحى المقاومة تصوروا إنزال ويريدون أخد جرحى المقاومة وهم يعجزون عن مواجهة شباب المقاومة في بنت جبيل وعيتا الشعب والطيبة و… ولكنهم ينزلون في المستشفى ليأسروا جرحى المقاومة، والمفاجأة كانت أن المستشفى خال إلا من كادر من أربعة أو خمسة أشخاص كحالة طوارئ لأننا كنا نتصرف على قاعدة انه لا يوجد حرمات ولا محرمات ولا قيم أخلاقية لهذا العدو وبالتالي هذه المستشفى كان يمكن أن تتعرض للقصف أو لأي تهديد آخر.

الإنزال الثاني كان في أحد الأحياء المجاورة لمنطقة جبلية في مدينة بعلبك وهناك أيضاً قام سلاح الجو قبل الإنزال بتدمير عدد من المنازل المحيطة والقريبة من المنزل المستهدف. تم إنزال ضباطه وجنوده ليدخلوا إلى منزل مدني تجتمع فيه مجموعة من العائلات ورجال ونساء وأطفال ليقوم بخطف عدد من هؤلاء الرجال. وكل القصة ما هي خطأ في الاسم أنا أعرف ونحن اللبنانيين لدينا هذه المشكلة أنه أحيانا في المطار وعلى الحدود يتم توقيف أحد ما يتم احتجازه ونتيجة أن لديه اسما مشتركا مع أشخاص آخرين وقد يأخذوا وقتهم للتدقيق لمعرفة اسم الأب أو الأم وتاريخ الولادة وهل هو الشخص المقصود. اليوم عملية عظيمة جدا وكوماندوس كبير جدا يجري في ذلك الحي من مدينة بعلبك ويستهدف رجلا كبيرا وعزيزا وصاحب عائلة ورجل مكب على عائلته، ذنبه الوحيد أن اسمه “حسن نصر الله”!

هذه هي استخبارات العدو! هذه هي موساده وعظمته الأمنية وهذا هو جيشه العظيم! وبالتالي يخطف هؤلاء المدنيين. وأنا أود أن أقول هنا أن هؤلاء رهائن. ونحن لا يجوز أن نتعامل مع الخمسة المدنيين الذين خطفوا من مدينة بعلبك على أنهم أسرى حرب. هؤلاء رهائن وعلى كل العالم الذين يدين خطف الرهائن أن يدينهم وأن يطالب بإطلاق سراحهم قبل أي تبادل وبلا قيد وبلا شرط. هذه عملية خطف رهائن وليس عملية أسر.

في كل الأحوال في ختام هذه الانجازات العظيمة خلال المهلة الأميركية البوشية والرايسية إن صح التعبير، يقف رئيس أركان جيش العدو ليقول نحن كل ما أردنا أن نقوم به في بعلبك أن نثبت لحزب الله أننا قادرون أن نصل إلى أي مكان. ما هذا الإثبات العظيم!! وهل هذا يستحق كل هذا الجهد الذي قمتم به على هذا الصعيد؟! على كل حال صورتكم الحقيقة هي واضحة لدينا من خلال المواجهات البرية.

ولأفراد وجنود الكيان الصهيوني إذا كانوا ما زالوا يسمحون لهم بالاستماع إلى كلامنا أو صوتنا نتيجة السيطرة المطبقة على وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة. أنتم ضحية وأيضاً اللبنانيين والفلسطينيين ضحية عقدة نفسية موجودة عند رئيس حكومتكم هو أولمرت. هذه العقدة ما هي والكل يدفع ثمن هذه العقدة أن أولمرت يريد أن يثبت انه قائد كبير وانه مثل شارون ورابين والقادة التاريخيين الذين حكموا هذا الكيان الغاصب. أنا أقول في هذا المجال هناك شيء نجح به وآخر فشل به. نجح أن يكون مثل شارون ورابين وبيغن وأمثال هؤلاء في ارتكاب المجازر وفي القتل اليومي للنساء والأطفال وهدم البيوت في فلسطين ولبنان. نعم أنا أعترف له في هذا المجال وهو مثلهم ولا يقل عنهم ولكن في المجال ولكن في مجال القيادة السياسية والفهم العسكري والإدارة والأداء حتى اليوم اثبت انه أفشل وأعجز وأحمق رئيس حكومة تولى المسؤولية في كيان العدو الصهيوني. أيضاً أقول لهم فليسأل كل إسرائيلي نفسه اليوم عن أداء قيادته السياسية والعسكرية وعند كل هذه الحرب التي قاموا بها بعد أسر الجنديين الإسرائيليين هل أدت إلى إطلاق سراح الجنديين الفرنسيين. هل ستعيد إليهم الجنديين الإسرائيليين أبدا في الوقت الذي كان يستطيع هذا الأمر من خلال التفاوض كما فعل قبله شارون ولكن هو لم يلجأ إلى هذا الأسلوب وذهب بعيدا أيضاً فهم من يسأل أنفسهم أو يسألوا قيادتهم عندما قيل إن هدف هذه الحرب إعادة قدرة الردع عند الجيش الإسرائيلي هل تعززت هذه القدرة؟ قالوا إنهم يريدون أن يصححوا صورة وهيبة الجيش الإسرائيلي هل تصححت هذه الصورة أو زادت تهميشا وبعثا وهوانا؟ لقد أثبتت الحرب القائمة حتى الآن أن الجيش الإسرائيلي هو آلة عسكرية ضخمة عمياء وجاهلة وغبية وعاجزة إلا من قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير البنية التحتية.

وأيضا أقول للإسرائيليين هل لكم أن تسألوا أولمرت أين أصبحت وعوده العظيمة والكبيرة والأهداف العالية التي أعلنها منذ اليوم الأول للحرب في بداية العدوان واستمعنا إليه بالأمس يتنصل من كل هذه العناوين العالية العظيمة والأهداف العالية العظيمة لهذه الحرب الفاشلة إنني أؤكد لكم جميعا للعدو والصديق والعالم كله أنكم لا تستطيعون القضاء على حزب الله كما أنكم لم تستطيعوا القضاء على حركات المقاومة الشريفة في فلسطين.. لن تستطيعوا ذلك أبداً لأن المقاومة ليست جيشا نظاميا.. المقاومة ليس دولة نظامية ولأن المقاومة هي شعب يملك الإيمان والإرادة ويملك الثقة بالنفس ويعشق الاستشهاد ويرفض الذل والهوان هذا شعب لا يمكن لأحد أن يلحق به الهزيمة يمكن أن نقتل رجاله ونساؤه وأطفاله وشيوخه ممكن أن نهدم مبانيه مساكنه على رؤوسه ولكننا لا يمكن أن نهزمه لا يمكن أن ننهي الحرب معه لأن هذه الحرب تتجدد مع كل جيل مع كل ولادة مع كل غضب مع كل انفعال مع كل فعل إيمان ومعنا أيضاً أؤكد لكم المقاومة لن تنكسر والمقاومة لن تهزم.

وهنا أصل إلى إضافة أخيرة بالشق السياسي وأقول ما يلي، أود أن أؤكد لشعبنا اللبناني ولشعوب أمتنا والعالم ولأكون واضحين جدا أن ما جرى منذ اليوم الأول للحرب وما يجري حتى اليوم من قتل ومجازر وتدمير ووحشية وهمجية يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى بوش وإدارته الإدارة الأميركية ، وفي رأينا أن أولمرت وحكومته مجرد أدوات تنفيذية في هذه الحرب أريد أن أؤكد هذا المعنى وأقول إن دماء أطفال ونساء قانا وان دماء كل الشيوخ والمدنيين والأبرياء التي سفكت في لبنان تلطخ وجه بوش وكونداليزا ورامسفيلد وتشيني هذه الإدارة هي الإدارة القاتلة والمجرمة والمعتدية والسفاكة وهي حتى الآن التي تحول دون وقف العدوان وهي التي تضع الشروط وتحاول أن تملي هذه الشروط هذا يجب أن يكون واضحا لكل لبناني ولكل مسلم ولكل مسيحي ولكل شريف في هذا العالم حتى نقول الأمور كما هي من دون لبس ،أعود وأقول للبنانيين اليوم في الحرب وعندما تضع الحرب أوزارها وستضع الحرب أوزارها، على كل حال أريدكم أن لا تنسوا أبدا هذه هي الإدارة الأميركية صديقة لبنان وحليفة لبنان وحبيبة لبنان والتي يحترق قلبها على شعب لبنان وتريد له أن يحيا في واحة من الأمان والسلام، وتريد له أن يكون نموذجا ديمقراطيا في المنطقة هذه هي الإدارة الأميركية التي قد يراهن عليها البعض وراهن عليها البعض أو قد يراهن عليها في المستقبل أرجوا أن لا ننس ذلك في أيامنا وشهورنا وسنيننا الآتية وهنا نؤكد أيا تكن نتائج هذه الحرب لبنان لن يكون أميركيا ولبنان لن يكون إسرائيليا ولبنان لن يكون موقعا من مواقع الشرق الأوسط الجديد الذي يريده بوش وتريده رايس هذا كلام قاطع وحاسم إن شاء الله.

والمسألة الثانية في هذا الشق السياسي أريد أن اقول لمن يحب لبنان ويريد أن يساعد لبنان وينطلق الآن بلهفة إلى لبنان والحمد لله رب العالمين الوفود بدأت تزداد والاهتمام العربي والدولي بدأ يزداد وأنا أؤكد لكم والكل يعرف ان هذا بفضل بالدرجة الأولى بفضل الله عز وجل وصمود المقاومين والوضع الممتاز في الميدان وصمود النازحين أو الباقين في بيوتهم واحتضان الشعب اللبناني لهذه المقاومة الشريفة الآن تزداد الوفود ويزداد الاهتمام جيد مشكورين الله يتقبل منكم ،ولكن لهؤلاء الذين يحبون لبنان ويريدون مساعدته أقول يجب أن تنتبهوا جيدا اننا نحن في لبنان هذه البيوت التي تهدمت لم تهدم بزلزال ،هذه هدمتها إسرائيل الناس الذين تهجروا من بيوتهم ليس تهجيرهم تم بإعصار تسونامي ولا السيل ولا انفجار بركان، إسرائيل أخرجتهم من بيوتهم قتلت أطفالهم ونساؤهم هذا البلد ارتكبت فيه إسرائيل بقرار أميركي وبسلاح أميركي وبصواريخ أميركية، كل هذا المشهد الدموي المدمر ، لا نرضى أن يتعاطى أحد مع لبنان كأن حالة إنسانية بائسة نقدم لها الدواء وحصص التموين وبعض الأموال هذا أمر ومن يفعل ذلك مشكور ،ولكن هذا لا يعبر صدق الحب للبنان، صدق الحب للبنان وأنتم تستطيعون أن تفعلوا ذلك وأن ترفعوا أصواتكم والأهم أن تقولوا في الجلسات واللقاءات الداخلية التي تعقدوها مع الأميركيين وغيرهم، ما تقولوه في العلن اليوم كل العالم لبنانيون يوفدون العرب الدول الأوروبية كل العالم يعرف من هو الذي يعيق ويمنع وقف العدوان الصهيوني على لبنان بوش والإدارة الأميركية اذهبوا واثبتوا حبكم للبنان هناك وارفعوا صوتكم هناك وكونوا رجالا ليوم واحد هناك، لتحفظوا كرامتكم وبقية ماء وجوهكم وأريد هنا أن أقول للحكام في بلادنا العربية والإسلامية في الشرق الأوسط الجديد، لا مكان لكراسيكم أن تخليتم عن مسؤولياتكم الأخلاقية والقومية ،خوفا على كراسيكم ولكن في الشرق الأوسط الجديد لن تبقى لكم كراسي، وليس معلوما أن تبقى لكم أوطان دولكم هذه ستقسمها خريطة الشرق الأوسط الجيد إلى كانتونات إلى دويلات على أساس مذهبي وطائفي لن تبقى هذه الدولة الكبيرة دولة كبيرة ولن تبقى هذه الدولة الغنية غنية ولن يبقى العرش عرشا ولا الكرسي كرسيا في املكم أنتم من أجل كراسيكم أيضاً أنا أقول لكم اجمعوا بين إنسانيتكم وكراسيكم وتحركوا ولو ليوم واحد من أجل أن توقفوا هذا العدوان على لبنان. أنا من اليوم الأول قلت لا أطلب ولا أناشد وأنا لا أطلب منكم ولا أناشدكم وإنما أحرص عليكم وأحرص على بلدنا وعلى وطننا هكذا تكون المساعدة لمن يريد أن يساعد لبنان.

ختاما سلامي وسلام كل أحبتي وأعزائي وإخواني في المقاومة الإسلامية إلى عوائل الشهداء الأطهار الذين هم العين والسراج والقلب وعنوان التضحية والعطاء والفداء الأسمى وأغلى ما يجود به الإنسان للجرحى الذين يعانون ألم الجراح للصامدين في أرضهم للنازحين من أرضهم إلى أرضهم ومن بيتهم إلى بيتهم للمحتضنين لهؤلاء النازحين والمحتضنين للمقاومة إعلاميا وشعبيا واجتماعيا وماديا ومعنويا لكل من يقف معنا في العالم ويعبر عن موقفي هذا في الإعلام في السياسة في التظاهر وفي الاعتصام وبكل أشكال التعبير المعتمدة سلامنا لهم جميعا.

ويبقى السلام السلام للمجاهدين المقاومين البواسل الأبطال الذين يثبتون وجه لبنان المنتصر في عام 2000 ويثبتون وجه لبنان الحقيقي ويدافعون عن لبنان ويدافعون عن الأمة معا يدافعون عن الأمة التي تريد أميركا وإسرائيل إعادة تقسيمها من جديد ابتداء من لبنان وابتداء من العراق ومن أفغانستان ومن أماكن أخرى.

وأختم بالقول في سلامي للمجاهدين أذكر الصهاينة أمامكم خيار واحد وقف العدوان والإصغاء إلى المعالجات السياسية ولم ينقذكم أحد من مأزقكم إذا كنتم تراهنون على الإدارة الأميركية إنها قادرة على إنقاذكم هي أعجز من أن تنقذ نفسها في العراق وأفغانستان فضلا عن أن تأتي لإنقاذكم في لبنان ماذا تستطيع أن تفعل أن تملي الشروط.

نحن نرفض إملاء الشروط نرفض القبول بأي شرط وهذا قلناه ونعيده وأكرره وأنا أترك المعالجة السياسية للنقاشات الداخلية ونحن حريصون في هذا الإطار ولكن أقول للإسرائيليين إن رهانكم على الأميركيين رهان فاشل، إن رهانكم على استمرار الحرب والعدوان هو رهان فاشل، إن رهانكم على تراجع إرادتنا وإرادة شعبنا في لبنان رهان فاشل. إن الرهان الوحيد الصحيح والسليم هو وقف العدوان والإصغاء للمعالجة السياسية والانتهاء من هذه الحماقة التي ارتكبتموها ولن تنتهي إلا بانتصار لبنان، لبنان الشعب العظيم ولبنان الدولة ولبنان المقاومة ولبنان الواحد الموحد،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.